فصل: الآية (36)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 آية 36

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏سبحان الذي خلق الأزواج كلها‏}‏ قال‏:‏ الأصناف كلها‏.‏ الملائكة زوج، والأنس زوج، والجن زوج، وما تنبت الأرض زوج، وكل صنف من الطير زوج، ثم فسر فقال ‏{‏مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون‏}‏ الروح لا يعلمه الملائكة ولا خلق الله، ولم يطلع على الروح أحد وقوله ‏{‏ومما لا يعلمون‏}‏ لا يعلم الملائكة ولا غيرها‏.‏

 آية 37

أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ‏{‏وآية لهم الليل نسلخ منه النهار‏}‏ قال‏:‏ يخرج أحدهما من الآخر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏وآية لهم الليل نسلخ منه النهار‏}‏ قال‏:‏ كقوله ‏(‏يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل‏)‏ ‏(‏الحج، الآية 61‏)‏‏.‏

 آية 38

أخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس‏؟‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله ‏{‏والشمس تجري لمستقر لها‏}‏ قال‏:‏ مستقرها تحت العرش‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله ‏{‏والشمس تجري لمستقر لها‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏مستقرها تحت العرش‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ذر قال‏:‏ دخلت المسجد حين غابت الشمس، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فقال ‏"‏يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه‏؟‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها، فتستأذن في الرجوع، فيأذن لها وكأنها قيل لها اطلعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، ثم قرأ ‏"‏وذلك مستقر لها‏"‏ قال‏:‏ وذلك قراءة عبد الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمر في الآية قال ‏{‏لمستقر لها‏}‏ أن تطلع فتردها ذنوب بني آدم، فإذا غربت سلمت، وسجدت، واستأذنت، فيؤذن لها حتى إذا غربت سلمت، فلا يؤذن لها فتقول‏:‏ إن السير بعيد، وإني لم يؤذن لي لا أبلغ، فتحبس ما شاء الله أن تحبس، ثم يقال اطلعي من حيث غربت‏.‏ قال‏:‏ فمن يومئذ إلى يوم القيامة ‏(‏لا ينفع نفسا إيمانها‏)‏ ‏(‏الأنعام 158‏)‏‏.‏

وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الأنباري في المصاحف وأحمد عن ابن عباس أنه كان يقرأ ‏"‏والشمس تجري لمستقر لها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمرو قال‏:‏ لو أن الشمس تجري مجرى واحدا من أهل الأرض فيخشى منها، ولكنها تحلق في الصيف، وتعترض في الشتاء، فلو أنها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف، لأنضجهم الحر‏.‏ ولو أنها طلعت في الصيف لقطعهم البرد‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي راشد رضي الله عنه في قوله ‏{‏والشمس تجري لمستقر لها‏}‏ قال‏:‏ موضع سجودها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏والشمس تجري لمستقر لها‏}‏ قال‏:‏ لوقتها ولأجل لا تعدوه‏.‏

 آية 39

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏والقمر قدرناه منازل‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ قدره الله منازل، فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة، فشبهه بذلك‏.‏

وأخرج الخطيب في كتب النجوم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم‏}‏ قال‏:‏ في ثمانية وعشرين منزلا ينزلها القمر في شهر‏.‏ أربعة عشر منها شامية، وأربعة عشر منها يمانية‏.‏ فأولها السرطين، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، والعواء، والسماك،‏.‏ وهو آخر الشامية والعقرب، والزبابين، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، ومقدم الدلو، ومؤخر الدلو، والحوت، وهو آخر اليمانية‏.‏ فإذا سار هذه الثمانية والعشرين منزلا ‏{‏عاد كالعرجون القديم‏}‏ كما كان في أول الشهر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏كالعرجون القديم‏}‏ يعني أصل العذق القديم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏كالعرجون القديم‏}‏ قال‏:‏ عرجون النخل اليابس‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏كالعرجون القديم‏}‏ قال‏:‏ هو عذق النخلة اليابس المنحني‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏كالعرجون القديم‏}‏ قال‏:‏ كعذق النخلة إذا قدم فانحنى‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الحسن بن الوليد قال‏:‏ أعتق رجل كل غلام له عتيق قديم، فسئل يعقوب فقال‏:‏ من كان لسنة فهو حر‏.‏ قال الله ‏{‏حتى عاد كالعرجون القديم‏}‏ وكان لسنة‏.‏

 آية 40

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر‏}‏ قال‏:‏ لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك‏.‏ وذلك ‏{‏ولا الليل سابق النهار‏}‏ قال‏:‏ يتطالبان حثيثين يسلخ أحدهما من الآخر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار‏}‏ قال‏:‏ لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه، إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا، وإذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر‏}‏ قال‏:‏ ذاك ليلة الهلال‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ‏]‏ ‏[‏ في قوله ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار‏}‏ قال‏:‏ لكل واحد منهما سلطان‏.‏ للقمر سلطان بالليل‏.‏ وللشمس سلطان بالنهار، فلا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل‏.‏ وقوله ‏{‏ولا الليل سابق النهار‏}‏ يقول‏:‏ لا ينبغي إذا كان ليل أن يكون ليل آخر حتى يكون النهار‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا الليل سابق النهار‏}‏ قال‏:‏ لا يذهب الليل من ههنا حتى يجيء النهار من ههنا، وأومأ بيده إلى المشرق‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا الليل سابق النهار‏}‏ قال‏:‏ في قضاء الله وعلمه أن لا يفوت الليل النهار حتى يدركه، فتذهب ظلمته‏.‏ وفي قضاء الله وعلمه أن لا يفوت النهار الليل حتى يدركه، فيذهب بضوئه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار‏}‏ قال‏:‏ لا يدرك هذا ضوء هذا، ولا هذا ضوء هذا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ لا يسبق هذا ضوء هذا، ولا هذا ضوء هذا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ لا يعلو هذا ضوء هذا، ولا هذا على هذا‏.‏